لن يحتاج الفريقان البرتغاليان اللذان لا يفصلهما سوى 50 كيلومترا إلى التعريف بأحدهما الآخر عندما يلتقيان في العاصمة الأيرلندية التي ستكون في الوقت نفسه محل زيارة مهمة أخرى من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. وسيجمع نهائي اليوم بين فريقين لم يسبق لهما المواجهة من قبل في أي بطولة أوروبية ليقدما هذه المرة أول نهائي برتغالي خالص على المستوى الأوروبي ويسجلان رقما قياسيا جديدا في أقصر مسافة تفصل بين مقري طرفي المباراة!.أمضى اندريا فياس مدرب بورتو كثيرا من وقته مساعدا لجوزيه مورينهو، ولكن يبدو الان قد حان الوقت ليشق المدرب الشاب طريقه بنفسه وهو على الموعد اليوم مع اول القابه القارية في مسيرته التدريبيبة.ويشبه فياس استاذه مورينهو كثيرا، فقد ساعده في العديد من الفرق في مختلف دوريات اوروبا (بورتو في البرتغال، تشيلسي في انجلترا، والانتر في ايطاليا)، أي انهما كانا معا تقريبا في كل الفرق التي دربها مورينهو، ولم يفترقا الا بعد محطة الانتر، حيث غادر الاستاذ الى اسبانيا متوليا زمام فريق العاصمة الملكي ريال مدريد، بينما عاد التلميذ الى البرتغال ليقود النادي الذي شهد بداياته فى عالم التدريب، ليصبح اصغر مدرب في تاريخ التنانين بعمر 32 عاما، ومعه اصبح بورتو فريقا لا يقهر، وقدم الفريق مستوًى ممميزا للغاية حيث تمكن من حسم لقب الدورى المحلى مبكرا، وكذلك نهائي كأس الملك في الطريق واخيرا كأس دورى اوروبا الذي ينازلون فيه ابناء جلدتهم نادي اسبورتينغ براغا اليوم.
ويهيمن بورتو على الدوري البرتغالي، حيث يرتبع على صدارته وبفارق 19 نقطة عن اقرب ملاحقيه بينفيكا بطل النسخة الماضية من الدوري، ومع فشل الفريق في التأهل الى دوري ابطال اوروبا حين حلوا في المركز الثالث الموسم الماضي، وضع الفريق كل طاقته وإمكانياته وجل تركيزه فى دروى اوروبا، وهو ما جعلهم اقوى وافضل فرق البطولة، وبفضل ذلك الاداء تمكن مهاجم الفريق فالكو من تسجيل رقم قياسي جديد بأسمه حين تمكن من احراز 16 هدف لوحده فى البطولة هذا الموسم.
انجازات الفريق:
اوروبيا: دوري ابطال اوروبا : 1987 ، 2004، دوري اوروبا: 2003، كأس السوبر الاوروبي: 1987.
محليا: الدوري البرتغالي: 25 مرة. كأس البرتغال: 15 مرة
ترتيب الفريق في اليويفا: التاسع
هدافو الفريق حاليا: الدوري المحلي: هالك (23 هدفا)، دوري اوروبا: فالكو (16 هدفا)
** نقاط القوة والضعف:
ثنائية فالكو وهالك في خط مقدمة الفريق نتج عنها 67 هدفا من الـ136 هدفا التي احرزها الفريق فى جميع المنافسات التي خاضها هذا الموسم، وكذلك مع احراز كل من سيلفستر فاليرا وفريدي غوارين للاهداف، تمكن فريق التنانين من تسجيل 33 هداف فى اخر تسع مبارايات لهم، وأيضا شكل انضمام جواو موتينهو اضافة قوية للفريق حين انضم له هذا الصيف، ومع الظهير الايسر الخطير الفارو بيريرا والذي تشكل طلعاته الجانبية وعكسياته اقوى اسلحة بورتو واكثرها ازعاجا للخصوم، كل ذلك يجعل من الصعب ايجاد نقاط ضعف فى الفريق البرتغالي، وهو ما يثبته فوزهم في 46 مباراة من الـ55 التي لعبوها هذا الموسم، الا ان ذلك لا يمنع ان نشير الى ان خط الدفاع يبدو اقل مستوى بقليل، حيث ولجت شباكهم 18 هدفا في 12 مباراة فقط.
** اللحظة الحاسمة في مسيرة الفريق:
تعد الدقيقة 86 فى مباراتهم امام اشبيلية فى ذات البطولة أهم دقيقة فى تاريخ النادى القريب والتى شهدت تسجيل غوارين لهدف الفريق الثاني والتي انتهت عليه المباراة بفوز بورتو بهدفين لهدف، تأهل بفضلها الفريق الى الدور قبل النهائي فى دوري اوروبا. فبعد خسارتهم على ارضهم فى مباراة الذهاب بهدف وحيد، وهي الخسارة الوحيدة لهم فى البطولة، كان على الفريق مضاعفة جهده في مباراة الاياب بأسبانيا، وفى المباراة نجح الفريق فى افتتاح التسجيل ومعادلة نتيجة الذهاب بعد ما احرز رودريغيز الهدف الاول، ولكن سرعان ما ادرك المالى كانوتيه النتيجة واعاد الامور الى ما كانت عليه، وفيما بدأ انصار اشبيلية بالاستعداد للاحتفال بتأهل فريقهم فاجأهم غوارين بهدف ثان جاء قبل نهاية المباراة بأربع دقائق، انقذ به فريقه من الاقصاء وأمن له مكان بين فرق النهائى في البطولة الاوروبية.
** الجندي المجهول في الفريق:
لم يعر مشجعو الفريق أي اهتمام لصفقة فريقهم التي انضم على اثرها لاعب الوسط الكولومبي غوارين الى الفريق فى موسم 2008/09، بل استغرب الكثيرون من جدوى التعاقد مع لاعب دون مستوى الفريق ودائما ما يلازم دكة الاحتياط ويعانى كثيرا ولا يظهر بمستوى جيد حين يشارك في المباريات. ولكن تغير الحال مع موسم 2009/2010، حين بدأ اللاعب اخيرا في الانسجام مع الفريق وبدأت موهبته تظهر مع كل مشاركة له في التشكيل، وكانت انطلاقته الحقيقية في مباراة كأس البرتغال حين تمكن من احراز هدف الفوز لبورتو في المباراة التي انتهت لصالحهم بهدفين لهدف امام نادى كافيس. من وقتها اصبح الكولومبى صاحب الـ25 عاما احد اهم لاعبي الفريق، وفى هذا الموسم احرز اللاعب خمسة اهداف في كل من بطولتى الدوري البرتغالي ودوري اوروبا.
أفضل الإحصائيات:
صنع فالكو مهاجم الفريق مجدا شخصيا باسمه حين تمكن من احراز 16 هدفا فى دوري اوروبا هذا الموسم، خمسة منها كانت فى شباك فياريال في المباراة التي انتهت بفوزهم بسبعة اهداف لاربعة، وبهذا يكون قد حطم النجم الكولمبى الرقم القياسى السابق فى البطولة والذى كان مسجلا باسم الالماني كلينسمان برصيد 15 هدفا فى موسم 1995/96 مع بايرن ميونخ.
ماذا قال عنهم المنافسون:
"بورتو واحد من افضل الفرق الان في اوروبا، ويمتلكون قوة هجومية ضاربة لا يمكن ايقافها، وظهر ذلك حين تمكنوا من التسجيل من أي فرصة قدمناها لهم في مباراتنا الاخيرة". (خوان كارلوس غاريدو - مدرب فيار
الأربعاء مايو 18, 2011 6:07 pm
