محمية وادي الجمال هي واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في مصر، والتي تحمل تاريخ إنساني عريق، ورغم ذلك لم يتم إعلان كونها محمية طبيعية إلا منذ عام 2003.
[/size][center]
الرحلة إلى وادي الجمال قد تبدو صعبة بعض الشيء، لكن جمال الطبيعة هناك يهون صعوبة ومشقة السفر، وهي تقع بمنطقة حماطة، وتقع المنطقة في الجنوب وتضم قطاعاً من ساحل البحر الأحمر طوله حوالي 60 كم بعمق حوالي 50 كم في الصحراء الشرقية بالإضافة إلى حوالي 10 كم داخل المسطح المائي للبحر الأحمر، وتشغل المحمية مساحة شاسعة تصل إلى 7450 كم مربع من البر والبحر وتمتد من الجبال العالية إلى أعماق البحر الأحمر. تتمتع المحمية بمقومات بيئية وجمالية وعلمية وثقافية فريدة ومتميزة للتراث الطبيعي بمصر وتتمثل العناصر الطبيعية في المجتمعات النباتية الفريدة المنتشرة بها كما أن الوادى يضم العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالإنقراض من النباتات والحيوانات بالإضافة لتجمعات المانجروف الممتدة على طول سواحل المنطقة وأفضل الشعاب المرجانية والحشائش البحرية التي هي مأوى لبعض من الكائنات البحرية مثل عروس البحر والسلاحف البحرية وبيئة مناسبة لتكاثر الأسماك واللافقاريات وكل هذا يلعب دوراً كبيراً ومهماً للنظام البيئي بالمنطقة، إلا أن مشكلة هذه المنطقة تكمن في ندرة تساقط الأمطار والتي تأتي كل عدة أعوام، و يوجد بها العديد من الفصائل المهددة بالانقراض مثل التيتل وكذلك بها أحد أكبر تجمعات للغزال في مصر، وتضم المحمية مجموعة من الجزر تأوى مجموعات مهمة من الطيور المتكاثرة حيث يعيش في جزيرة وادي الجمال 10% من مجموع الصقور المسماه بالغروب الموجودة على مستوى العالم.
كما يوجد بالمنطقة تكوينات جيولوجية مليئة بالمعادن النفيسة مثل الزمرد وأحجار الزينة والفلسبار والكوارتز والرصاص والمنجنيز والذهب ويتمثل التراث الحضاري في آثار ما قبل التاريخ من رسومات صخرية تسجل أنشطة الإنسان في تلك الحقبة التاريخية، كما أنها تعتبر من أهم طرق التجارة بين مصر وإفريقيا والهند عن طريق ميناء برنيس، و يمكن أن تشاهد بالمحمية آثار أبراج حربية قديمة وقلاع أثرية، و يوجد أيضا مواقع للتنقيب عن الذهب والأحجار الكريمة والجرانيت والزمرد بشكل مكثف بالقرب من منطقة وادي سكيت ونجرص حيث يوجد جبل الزمرد والذي كان هو المصدر الوحيد لهذا الحجر الكريم في الإمبراطورية الرومانية.
[size=21]
ويعيش بالمنطقة قبائل العبابدة والبشارية الذين ترجع أصولهم إلى أقدم الشعوب التي عاشت بين البحر الأحمر والنيل الذين تتركز أنشطتهم في الرعي واستغلال الأنواع النباتية في الغذاء والتجارة، كما أنهم تميزوا بقدرتهم على اقتفاء الأثر وإرشاد القوافل التجارية وقوافل الحج، أرض العبابدة غنية بالأشجار الحية ويسكن العبابدة في مساكن تسمى "خيشة" وهي عبارة عن هيكل بسيط مكون من جذوع ويغطى بشعر الماعز أو حصير من النخيل، والعبابدة هم أهل ضيافة ولا يفوتك أن تستمتع بفنجان من قهوتهم "الجينة" اللذيذة ولكن حين تذهب برجاء الاستئذان قبل التصوير.