ذات النفس الطويل .. ؟؟

ذات النفس الطويل .. ؟؟



تقول أُمّي – كذلك يقول بعض أصدقائي – أنني أردد دائماً في معظم كلامي جملة: قالت زوجتي، أو "ترى زوجتي"، ثمّ يضيفون – بإبتسامة ساخرة –: هل أنت المتحدث الرسمي بإسمها، أم أنها المحرك الفعلي لحياتك، وكل تصرفاتك اليومية أيضاً؟.
وفي البداية كنت أندفع في الدفاع عن نفسي، وعن زوجتي أيضاً، وأؤكد للجميع أنني حريص على إنجاح زواجي، وألا أتسبب في إثارة القلاقل في منزلنا، حتى لا يدفع أبنائي الثمن.
والحقيقة أنني عندما أتفادى إثارة زوجتي – العصبية فعلا – فإنني بهذا أتصرف بحكمة، وليس بجبن – كما يتهمونني – وإلا فالبديل هو قضاء ساعات طويلة في نقاش بلا جدوى. والحقيقة أنني أشهد لزوجتي بالنفس الطويل، وعدم الإستسلام للإجهاد، أو لأي تعب، وبمهارتها الفائقة في إدارة المعارك الكلامية، وإستنتاج ما لم أقُلْهُ، ثمّ الرد عليه، وتفنيده، والوصول إلى أنّ كل حُجَجي – التي لم أذكرها – باطلة تماماً، وتخلو من أي منطق يقبله أي عقل..
وقد إكتشفت هذا (العيب) الخطير في زوجتي منذ الشهور الأولى لزواجنا، ولم ألحَظهُ في فترة خطبتنا القصيرة، ولم يكن بإستطاعتي أن أنهي زواجنا بالطلاق، ليس إشفاقاً عليها من (كلام الناس)، أو من أجل الجنين القادم في أحشائها فقط، ولكن – أيضاً – لأنني – بأمانة شديدة – لن أتمكن من تحمل أعباء تأسيس بيت آخر للزوجية، بكل ما تعنيه تلك الكلمة من نفقات باهظة، كما أنني قد تعبت من العيش مع أُمّي، بعد إنفصالها عن أبي، وضقت ذرعاً بمحاولات كل منهما لإستمالتي أنا وإخوتي في صفِّهِ، مع إطلاق أبشع الأوصاف على الطرف الآخر، مما جعلني أقسم أن أجنِّبَ أبنائي هذا التمزق البغيض.
وبالإضافة إلى ذلك.. لا أنكر أن زوجتي جميلة فعلا، وأنها في ساعات الصفو – وما أقلها – تكون هادئة الطباع، وأننا نقضي أوقاتاً ممتعة معاً، أشعر فيها برجولتي كاملة، وتعوضني فيها عن الأحاسيس السلبية التي تنتابني عندما أجدها تُمْعِنُ في إحكام سيطرتها على كل صغيرة وكبيرة في حياتي، حتى إنها لم تكتف بتحديد علاقاتي بأهلي وأقاربي، بل امتد ذلك إلى أصدقائي أيضاً.
واعترف أنني أحياناً (أضبط) نفسي متلبساً بالسعادة من تصرفات زوجتي.. فهي دليل على الحب، وإنْ كان مَشْوباً بالرغبة في التملك.. كما أنني أستمتع بأن أتركها تتولى مقعد القيادة في البيت، لأستريح أنا من المشاكل، ولأكتفي بدوري في الإنفاق على الأسرة، وتوفير إحتياجاتها المختلفة.
كما أجد الوقت لممارسة هوايتي في مشاهدة التليفزيون، وصنع بعض المأكولات التي أجد لذة في طهوِها، فضلاً عن تناولها بالطبع.
واعتدت – بمرور الوقت – أن أتجاهل صراخ زوجتي، وأيضاً ألا أتعمد إثارة غضبها. ولم يأت ذلك بالنتيجة التي توقعتها.. وهي أن تهدأ تماماً.. وإن بدأت (نوبات) الهدوء تزورها من آن لآخر..
ووجدت أن الحل في التفريج عن النفس بالمرح مع الأصحاب، وباللعب مع أطفالي، وبالإستمتاع مع زوجتي حين يَتَيَسَّر لي ذلك.. وعدم الإستسلام لأي أحزان، بل طَرْدها أولاً بأوّل.. فالحياة لابدّ أن تُعَاشَ بدون آثار جانبية. وأنا أتمتع بمزية مهمة، وهي أنه مهما كانت الأمور سيِّئة، فإنني لا أدعها تلقى بتأثيرها السلبي على صحتي.. فلابدّ أن أتناول طعامى جيِّداً، وأن أحصل على ساعات نومي المعتادة، حتى لا تتسلل الأمراض إليَّ، وهو ما أتجنبه بكل قواي.
ولا يهمني بعد ذلك ماذا يقول الناس عني، فأنا لست غبياً لأخوض حروباً وهمية، أخسر فيها سعادتي وصحتي، حتى يعطوني نيشان الشجاعة الموهوم، ولا سيما أن معظم من ينصحوني بالتمرُّدِ على زوجتي، هم من غير السعداء في حياتهم، بل إن بعضهم مصاب ببعض الأمراض الناتجة عن الضغوط العصبية، مثل: ضغط الدم العالي، أو مرض السكر.
لذلك.. اعتدت أن أستمع لكلامهم، دون أي تعليق.. مع الإكتفاء بإبتسامة، ثمّ أسألهم عن أخبارهم.. فالواقع أنني لست مديناً لأحد بأي تفسير عن علاقتي بزوجتي، فهذا أمر يخصني وحدي. وقد توصلت بنفسي إلى أفضل حل ممكن، في ضوء كافة ظروفي، ما جعلني أنعم بالراحة التي أخاف أن يحسدونني عليها إذا عرفوها.

بارك االله فيك

مشششكور يعيطك العافية

شكرا على هذا الموضوع موضوع جامد

لا هنت على النقل

مشكور جدا

شكر لكي

مشكور

مشكور

تسلمى

شكرا لكي يعطيكي العافيه في انتظار جديدك.,

مشكووووووووووووووووور تسلم

شكرا

شكرآآآآآ